الإعجاز العلمي في قول الله تعالى: وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ
كاتب الموضوع
رسالة
اداره المنتدى
عدد الرسائل : 58 تاريخ التسجيل : 10/12/2008
موضوع: الإعجاز العلمي في قول الله تعالى: وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ الأربعاء ديسمبر 10, 2008 7:48 am
أقوال بعض المفسرين للآية:
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴿81﴾ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿82﴾ يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴿83﴾سورة النحل. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:وقوله: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًاَ) قال قتادة: يعني الشجر (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا) أي حصوناً ومعاقل، (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ) وهي الثياب من القطن والكتان والصوف (وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْْ) كالدروع من الحديد المصفح والزرد وغير ذلك. (كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) أي هكذا يجعل لكم ما تستعينون به على أمركم وما تحتاجون إليه ليكون عوناً لكم على طاعته وعبادته ( لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ َ) هكذا فسره الجمهور، وقرءوه بكسر اللام من (تُسْلِمُون) أي من الإسلام(3) وقال صاحب الجلالين : (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ ممَّا خَلَقَ) من البيوت والشجر والغمام (ظِلاَلا) جمع ظل تقيكم حر الشمس(. وقال ابن حجر العسقلاني: (سرابيلَ) قمص (تَقيكمُ الحرَّ)(5) وقال الشوكاني (وجعل لكم سرابيل) جمع سربال ، وهي القمصان والثياب من الصوف والقطن والكتان وغيرها(4). قال الزجاج : كل ما لبسته فهو سربال، ومعنى (تقيكم الحر) تدفع عنكم ضرر الحر(4) (وهذا هو التفسير الأبلغ لمعنى الأية) . ثانيا:الشاهد العلمي (11- 15): الجلد: التركيب والوظيفة يتكون الجلد من ثلاث طبقات: طبقة خارجية وهي البشرة epidermis: وهي طبقة رقيقة تحتوي على خلايا صبغية مع خلايا الجلد ، وطبقة وسطى وهي الأدمة (dermis): وهي طبقة سميكة تحتوي على بصيلات الشعر والغدد الغرقية والزيتية وكذلك الأوعية الدموية والأعصاب. وتمثل الطبقتين جداراً واقياً لأعضاء وأنسجة الجسم الداخلية، وتتماسك الطبقيتين معاً بغشاء بينهما يسمي الغشاء الأساسي (basement membrane) وتحت الجلد توجد طبقة ثالثة هي طبقة ما تحت الجلد ((subcutaneous layer وهى مكونة من ألياف بروتينه ودهون وتحتوي المستقبلات الحسية والغدد. طبقات الجلد: البشرة والأدمة وما تحت الجلد وتشكل الخلايا القرنية (خلايا كاروتينية) 90% من الخلايا في طبقة البشرة وهى التي تنتج الألياف البروتينية والذي يسمي كيراتين وهو ذو صفات حامية للجلد . وتتجدد الطبقة السطحية من الجلد تلقائياً كل شهر. كما توجد خلايا صبغية مفرقة بين الخلايا المنتجة للكيراتين وهى تنتج صبغة قاتمة تسمي الميلانين (melanin) وهى التي تعطي للجلد لونه وتحميه من الأشعة فوق البنفسجية الضارة بامتصاصها أو تدميرها. وحينما تتعرض هذه الخلايا للشمس لفترة طويلة تفرز كميات كبيرة من الميلانين. الأشعة فوق البنفسجية خطر مدمر هي أشعة غير مرئية وتعتبر جزءا من الطاقة التي تستمد من الشمس. ولها أثر ضار على الجسم شكل (2) وهي أشعة طويلة الموجه وتنقسم حسب طول موجتها إلي ثلاثة أنواع أ، ب ، ج (A,B,C) وطول موجة النوع A يتراوح من 4000إلي 3150 والنوع B من 3150إلي 2800 والنوع C من 2800ــ إلي 150 ويسبب النوع A حرق الشمس والتعرض لفترة طويلة ولعدة سنوات للنوع B يسبب سرطان الجلد وأكثرها دماراً للكائنات الحية أقصرها طولا للموجه وهي النوع ج. وتقوم طبقة الأوزون في الغلاف الجوي بامتصاص كل الأشعة قصيرة الموجة فلا تنفذ إلى الأرض، كما تمتص طبقة الأوزون أيضا معظم الأشعة طويلة الموجة فلا يصل منها للأرض إلا القليل وذلك لتحمى الكائنات الحية من الدمار. وتنفذ كلا من الأشعة (أ)، (ب) إلى سطح الأرض وتصلها في صورة مخففة، لكنها تزداد تركيزا وقت شدة حر الشمس من العاشرة صباحا وحتى الرابعة بعد الظهر الملابس نعمة وفقدها عقوبة: يتضح لكل ذي عقل أن الملابس إنما هي من نعم الله علينا، التي يجب أن نحسن استخدامها كما أمرنا ربنا عز وجل.
وجه الإعجاز في الآية
تذكر الآية الكريمة حقيقتين: الأولى: هناك أخطار محدقة بالإنسان عند التعرض لحرارة الشمس. والثانية: ضرورة ارتداء الملابس الساترة لكل الجسد والمعبر عنها بالسرابيل للوقاية من هذه الأخطار. وهذا ما أثبته العلم يقينا. وذكر الله تعالى الظلال والجبال والملابس والدروع وقال عنها أنها نعم تستحق شكرها،وقد خص الملابس بفائدة الوقاية من الحر في زمن لم تعرف فيه هذه الأمراض التي تنتج عن التعرض لأشعة الشمس الحارة دون حائل؛ والتي تحوي الأشعة فوق البنفسجية غير المرئية والتي تسبب سرطانات الجلد المختلفة، والتي يمكن أن تنتشر بسرعة إلى جميع أعضاء الجسم الداخلية؛ فتكون سببا في هلاك الإنسان، خصوصا مع تدمير خلايا جهاز المناعة المنتشرة في الجلد. ولم تكتشف مسببات هذه الأمراض الخطيرة إلا في القرن الأخير فقط بعد تقدم وسائل الفحص والتشخيص . وقد تبين أن الوقاية من هذه الأمراض هو خير علاج لها؛ وذلك بارتداء الملابس الساترة للجسد.. لذا كان التعبير القرآني في قوله تعالى : ''وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر '' تعبير معجز حقا؛ حيث ثبت أن الملابس تعكس وتشتت موجات الأشعة فوق البنفسجية الضارة فتقي الإنسان من الهلاك . وبذلك يتبين لنا ولكل ذي لب أن القرآن الكريم حق وهو من عند الله العليم الخبير, وأنه يجب علينا أن ننهل من هذا المعين الذي لا ينضب ونبحث فيه عن المزيد من كنوز العلم النافع ، وأن نعلم أن كل ما شرعه الله لنا من فرض الحجاب الشرعي للمرأة، وارتداء الرجال اللباس الساتر، إنما هو خير لنا في الدنيا لحفظ حياتنا من الأمراض المهلكة ، وخير لنا في الآخرة للنجاة من عذاب النار، كما قال تعالى : (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرٌّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُون) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الإعجاز العلمي في قول الله تعالى: وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ